الكتاب الساكن: دفتر يوميات يروي أسرار الموتى بقلم أشباح
في زاوية مظلمة من متجر تحف قديمة بمدينة القاهرة، وُجد الكتاب الساكن بين رفوف مغطاة بالغبار. كان دفترًا جلديًّا باهت اللون، يُحاكي مظهره يوميات القرن التاسع عشر، لكن ما بداخله لم يكن مجرد صفحات صفراء... بل كان سجلًّا لقصص أشخاص عاشوا حيوات قصيرة مليئة بالآلام، تُكتب كلماتها بخطوط مختلفة دون أن يلمسها بشر!
البداية مع لغز لا يُفسر!
اشتريت الدفتر من المتجر بدافع الفضول، فقد أخبرني البائع أنه وصل إليه مع مجموعة مقتنيات شخص توفي في ظروف غامضة. بمجرد فتح الصفحة الأولى، لاحظت جملة مكتوبة بخط أنيق: "كل من يمتلكني سيدفع ثمن فضوله...". ظننتها مزحة، لكن مع مرور الأيام، بدأت كلمات جديدة تظهر فجأة، تحكي عن أناس لم أسمع بهم من قبل.
أول قصة كانت لـ "ندى"، فتاة عشرينية عاشت في الإسكندرية عام 1923. كُتبت تفاصيل مقتلها بالدم على الصفحات! تقول القصة إنها تزوجت رجلاً ثريًّا تحول إلى وحش يسومها العذاب، وانتهى الأمر بجثتها في البحر. بحثت عن اسمها في الأرشيف، واكتشفت أنها شخصية حقيقية! الأغرب أن الصفحة الأخيرة من قصتها كُتبت بتاريخ اليوم نفسه الذي قرأتها فيه!
عندما تتحول الكلمات إلى كابوس!
بعد أسبوع، ظهرت قصة جديدة لشاب يُدعى "ياسين" من صعيد مصر. وُلد مشلولًا، وتعرض للتنمر حتى قرر الانتحار بإلقاء نفسه من مئذنة مسجد. مرة أخرى، تحققت من الأحداث، ووجدت أن التفاصيل متطابقة مع حادثة وقعت عام 1957. هنا بدأت أشعر بالرعب الحقيقي؛ فالدفتر لا يسرد الماضي فحسب، بل يكتب حاضرًا مرعبًا!
في ليلة مقمرة، استيقظت على صوت صرير قلم يخدش الورق. نظرت إلى الدفتر فوجدت جملة تُكتب أمام عينيَّ: "أنت التالي...". حاولت إغلاقه بشدة، لكن الصفحات التصقت بيدي كأنها جلد حيوان! فجأة، رأيت ظلًّا يقف في زاوية الغرفة... كان شبحًا لرجل يرتدي ملابس قديمة، يمسك قلمًا ويرسم اسمي ببطء!
هل يمكن الهروب من لعنة الدفتر؟
قررت التخلص من الكتاب الساكن بإحراقه، لكن النيران لم تؤثر فيه! حاولت دفنه في الصحراء، لكنه عاد إلى منزلي في اليوم التالي، مفتوحًا على صفحة جديدة كُتب فيها: "الهروب مستحيل... قصتك ستنتهي مثلهم".
التفت إلى أحد الشيوخ طلبًا للمساعدة، فأخبرني أن الدفتر مسكون بأرواح كُتّاب القصص الذين استخدموه قبل قرون. هؤلاء الأرواح تبحث عن ضحايا جدد لتكملة السلسلة، وتستمد طاقتها من الخوف والألم. نصحني بتلاوة آيات قرآنية ورش الدفتر بماء ورد مختلط بملح، لكن الشرط كان التخلي عن الدفتر للأبد بعد تطهيره.
النهاية... أم بداية كابوس جديد؟
فعلت ما أمرني به الشيخ، وتوقف الدفتر عن الكتابة. لكن بعد عام، عثرت عليه ابنتي في العلية، مفتوحًا على قصة طفلة تدعى "ليلى"... لقد عادت اللعبة من جديد!
الخاتمة:
قصة الكتاب الساكن ليست مجرد خيال، بل تحذير من البحث عن المجهول. ربما يكون هذا الدفتر بين يديك الآن، أو مختبئًا في مكان ما ينتظر ضحيته التالية. احذر، فالصفحة التالية قد تحمل اسمك!
تعليقات
إرسال تعليق